ما نوع العقاب لطفلي حين يعود على خطئه؟
إ
أنا لا أعيره إهتماما لأنني أعرف بأن البكاء وسيلة للأطفال لنيل مبتغاهم. بعد كل البكاء يأتي إلي "يناغشني" وبعد ذلك يعاود الكرّة على نفس الأخطاء ويقوم بها مرة أخرى فأعاقبه. يكون العقاب كل مرة أكثر من المرة السابقة. لا أعرف كيف أتعامل معه وما هي الطريقة الملائمة في هذا الجيل؟
أنا أعلم أنه ليس بهذا الجيل يتم معرفة وتمييز الأعمال الخاطئة من الصحيحة ولكن يجب العمل معه من جيل مبكر حتى يعي أخطاءه.. أرجو مساعدتي. ماذا علي عمله؟
إنني لا أريد طفلا مدللا يبكي لحصوله على كل شيء؟
الجواب: عزيزتي الأم، تحية، طفلك يحتاج لإشباع حاجاته العاطفية من طمأنينة، حب ونموذج عاطفي يتأثر به ويدفعه لتقليد سلوكه. العقاب هو نوع من أنواع العنف الذي ينتزع منه جميع حاجاته العاطفية. تزايد درجات العقاب مع طفلك يضر بتطور شخصيته الإيجابية والسوية.
يلتجئ الأباء على العموم إلى العقاب وذلك بسبب عدم المعرفة بأساليب بديلة- لا أعرف كيف أتعامل معه-. أحيانا تعبهم يدخلهم في حالة غضب غريزي فيدفعهم لفش خلقهم بطفلهم.
طفلك بجيل يتعلم السلوك من النموذج العاطفي الذي هو أنت ويكتسب العادات من محيطه ومن البيئة التربوية التي يعيش فيها.
بكاء الطفل هو وسيلة للتعبير عن عدم رضى وللضغط على الأهل لنيل رغباته غير المحدودة. هناك عدة أساليب أخرى يستخدمها الأطفال وذلك لنيل رغباتهم منها الضرب، الصراخ، النق... كلما نال مراده بعد استخدام وسيلة ما كلما أصبحت الوسيلة عادة.
الأسلوب التربوي الذي ينادي بالتربية الإيجابية يقول:
(( فليعترض الطفل على الأنظمة بجميع ألوان السلوك، فليعبر عن مشاعره السلبية نحو تلك الأنظمة، فليطلب المزيد ولكن على الآباء الثبات على أنظمتهم بعد جميع تلك الأساليب التربوية الديمقراطية)).
في كتابي " نعم للتربية الإيجابية" ص273، 350 شرح واف ومفصّل عن الحدة بالطبع- العناد-.
بجيل طفلك الذي ما زال صغيرا يستحسن الانتقال لفعالية يرغب بها بأسلوب تربوي مثير يناسب جيله: فعاليات لعب بالطابة، لعب تركيب يناسب عمره-ليجو- أنشطة حركية للتنفيس... يحتاج طفلك لتفريغ طاقاته بفعاليات وتنفيسها بنشاط رياضي وحركي مبرمج.
يمكنك أيضا اللجوء للأسلوب الدرامي بالاستعانة ببطل قصصي " كشكش" الذي يحبه جميع الأطفال خاصة بعمر ابنك. بعد الانتهاء من سرد أية قصة لكشكش والوصول للخاتمة وبعد الاندماج الممتع، عليك امتداح سلوك كشكش بالقول: "كشكش ما أحلى..." استخدام كشكش هو أيضا "النموذج العاطفي" الذي يحب الطفل تقليد سلوكه.